ثقافة متشدّدون دينيا يحلقون شعر مغني الراب" حمادي ديا" ويخضعونه بالقوة للرقية الشرعية بأحد المساجد
هي ليست بالسّابقة ولا حتى بالأمر الغريب في مدينة الرّقاب من ولاية سيدي بوزيد خاصّة في ظلّ النّشاط المكثّف للمجموعات الدّينية المتشدّدة المحسوبة على تيار أنصار الشّريعة.
بعد تهديدات وإعتداءات متتالية من قبل مجموعات متشددة دينيا على عدد من النّشطاء والمغنّين والتي أجبرت بعض شباب الجهة على مغادرة تونس، يعود اليوم هذا التيار إلى الواجهة ليقوم بإعتداء جديد لكنه مكرر على مغني الرّاب المعروف بإسم "حمادي ديا" حيث وبعد ان تم الإعتداء عليه اكثر من مرّة وتهديده ليلة الإربعاء 26 جوان 2013 من قبل مجموعة من الملتحين تجاوز عددهم العشرة أنفار قاموا بالإعتداء عليه بالعنف الشديد مما تسبّب له في أضرار جسدية واضحة.
أمّا هذه المرّة فقد كان الإعتداء عليه بأكثر بشاعة حيث عمدت مجموعة من الملتحين الى إجبار "حمادي" على مرافقتهم دون أن يعلموه بالمكان المقصود واتجهوا به إلى محلّ حلاق أين تم حلق شعره بأمر من هذه المجموعة المتشددة المتكونة من خمسة أشخاص. لكنّ الأمر لم ينته هنا حسب ما صرّح به المعني بالأمر لموقع "الجمهورية" حيث تم إصطحابه بالقوة الى المسجد حيث أجبر على الصلاة ثمّ اخضعوه الى الرقية الشرعية.
في حديثه، أكّد "حمادي" انّ هذه المجموعة هدّدته بالقتل في حال واصل ممارسة فن الرّاب. وأضاف أنهم توعدوه بقدوم داعش الى تونس في القريب العاجل عندها سيكون تطبيق الشريعة امر حتمي لا مفرّ منه. وفي نهاية الامر تمّ إخلاء سبيله لكنه غادر مدينة الرّقاب وولاية سيدي بوزيد، وهو الآن موجود في إحدى ولايات الجمهورية، وقد عبّر عن تخوفه من أن لا يتوقف الإعتداء خاصة انه قال ان تهديداتهم طالت أفراد عائلته.
وأضاف محدثنا أنه رغم تعرضه لعملية تغريب إجبارية، فإنه سيظل ثابتا على مبادئه مستبعدا إمكانية تخليه عن فنّ الراب خوفا من هذه المجموعات.
ويذكر أنّ نفس هذه المجموعات كانت قد إعتدت بالعنف الشديد على مغني الرّاب مالك خميري من مجموعة "أرمادا بيزارتا" كما إعتدت على صحفية إيطالية وافتكت منها الآلة التصوير حين كانا هاذين الآخيرين موجودين بالجهة للمشاركة في إحدى المناسبات الثقافية.
علي العبيدي